أعربت الشبكة العربية لمعلومات حقوق الإنسان، اليوم، عن بالغ استيائها إزاء الاعتداءات المتكررة على الصحفيين ورسامي الجرافيتي وتواصل الانتهاكات ضد حرية الاعتقاد التي كان آخر مظاهرها إحراق ضريحين صوفيين بتونس.
تعرض الصحفي “رضا تمتام” والمصور “ضياء ساسي”، يوم الأربعاء 23 يناير 2013، من فريق عمل قناة الجزيرة مباشر بتونس للاعتداء عليهما أثناء قيامهما بتغطية الإضراب الذي قام به مجموعة من المدرسين بالتعليم الثانوي،
الذي دعت إليه النقابة العامة للتعليم الثانوي، حيث قام المدرسين بسبه وتوجيه ألفاظًا نابية إليه، بالإضافة إلى دفع المصور الذي كان برفقته بعيدا عن محيط الإضراب، بعد أن انهالوا عليهما بالضرب، وفي سياق متصل، تعرض عضوا فريق قناة الحوار التونسي إلى الاعتداء عليهما أثناء قيامهما بتغطية الاعتصام الموجود أمام مكتب البريد بمعتمدية أم العرائس، من قبل أحد المعتصمين بالسباب والإهانات.
كما تعرضت المدونة التونسية “ريم ثابتي” للاعتداء عليها من قبل أحد المواطنين وذلك يوم الخميس 24 يناير 2013 م، وذلك أثناء قيامها بتصوير طقوس الاحتفال بالمولد النبوي، في مقام الولي الصالح أبي لبابة الأنصاري بمدينة قابس، حيث تم الاعتداء عليها بالسباب والألفاظ النابية، والدفع بها، بقوة، خارج المنطقة بحجة عدم التصوير فيها لقدسيتها.
وعلى صعيد آخر، مثل شاهين بالريش (23 عاما) و أسامة بوعجيلة (25 عاما) من مجموعة “الزواولة” المهتمة بالرسم الجرافيتي، أمام المحكمة الابتدائية بقابس يوم الأربعاء 23 يناير 2013 م، بتهمة نشر أخبار كاذبة، وخرق قانون الطوارئ، والرسم على الجدران العامة بدون سابق إذن أو ترخيص مما أدى إلى تعكير الصفو العام.
يذكر أن الشابين المنتمين إلى فرقة “الزواولة” كانا قد قاما بالرسم على الجدران العامة بمدينة قابس يوم 3 نوفمبر 2012 م، حينما طاردتهما الشرطة مطلقة الرصاص في الهواء، حيث تم استدعائهما بعدها بعدة أيام وإحالتهما للنيابة العامة. تتناول أعمال “الزاواولة” الفئات الفقيرة والمهمشة التي جاءت الثورة لتساعدها على العيش بكرامة وإنسانية.
وعلى صعيد آخر، تم تخريب وحرق ضريحين صوفيين يوم الأربعاء 23 يناير 2013 م، واستمر الحريق إلى اليوم التالي، في مقام الولي أحمد الغوث، وسط مدينة دوز، كما تم حرق ضريح الولي سيدي علي بن سالم، بمنطقة بوعطوش، التابعة لمعتمدية الحامة بولاية قابس، حيث دمرت النيران الضريح بأكمله، كما تم يوم الثلاثاء 22 يناير 2013 م، حرق ضريح الصالح سيدي، أحمد الورفلي، بمدينة أكودا بولاية سوسة، من خلال إلقاء العديد من الزجاجات الحارقة عليه، كما تم حرق ضريح سيدي بوسعيد، ولي المدينة الواقعة شمال تونس، وبذلك يصل عدد الأضرحة التي تم حرقها في مناطق مختلفة من تونس إلى 35 ضريحا خلال 8 أشهر.
وقالت الشبكة العربية لمعلومات حقوق الإنسان: “ ان الاعتداءات المتكررة على الصحفيين التونسيين تعد انتهاكات صارخة على الحق في الوصول للمعلومة”.
وأضافت الشبكة العربية: أن الاعتداء على حرية الراي والتعبير بكافة أشكالها، ومنها الجرافيتي يعد تقييدا بالغا للحريات في تونس التي انطلقت منه شرارة الثورة أملا في دعم الحقوق والحريات الأساسية.”
كما لفتت الشبكة العربية إلى تصاعد وتيرة حرق الاضرحة بتونس والرغبة في إقصاء الآخر، وعدم احترام حرية المعتقدات الدينية.
وطالبت الشبكة العربية بأن تتعامل السلطات بجدية مع الاعتداءات المتكررة على الصحفيين أثناء تأديتهم لمهنتهم، وأن تواجه هذه الظاهرة المتكررة بإنفاذ القانون وتوفير الحماية الملائمة لهم، كما طالبت بالإفراج الفوري وغير المشروط عن شاهين بالريش (23 عاما) و أسامة بوعجيلة (25 عاما)، فناني الجرافيتي المعتقلين، ووقف التجريم القانونى والتعامل الأمني مع استخدام الجرافيتي كوسيلة فنية سلمية للتعبير عن الرأي.
ودعت الشبكة الحكومة التونسية لإجراء التدابير اللازمة لحماية الأضرحة والمقدسات الدينية.
المصدر : الشبكة العربية لمعلومات حقوق الإنسان