صعدت قوات الاحتلال الاسرائيلي من استهدافها للصحافيين في فلسطين بصورة ملحوظة فلا يكاد يمضي يوم واحد منذ تفجرت موجة المواجهات الشعبية الاخيرة في القدس والضفة الغربية وقطاع غزة دون ان يصاب عدد من الصحافيين على ايدي جنود الاحتلال ومستوطنيه في متوالية من التصعيد العنيف دون توقف كانت اخر حلقاتها اصابة مصور شبكة “معا” في نابلس رامي سويدان ظهر اليوم الاحد (11/10) برصاصة معدنية في ساقه اليسرى بينما كان يغطي تظاهرة عند حاجز حوارة المقام على مدخل المدينة.
وطالت اعتداءات الاحتلال المباشرة التي تندرج معظمها ضمن الانتهاكات الخطيرة خلال الايام العشرة الماضية (منذ مطلع تشرين اول الجاري وحتى اليوم الاحد) ما لا يقل عن 39 صحافيا وصحافية (35 في الضفة والقدس و4 في غزة) علما العديد منهم اصيبوا بالرصاص الحي والمعدني والمطاطي وفي أجزاء حساسة وخطيرة من اجسادهم كما حدث مع المصور الصحافي الحر احمد طلعت الذي اصيب بعيار ناري من نوع /توتو متفجر/ في الفخذ اطلقه نحوه جنود الاحتلال بينما كان يغطي مسيرة كفر قدوم يوم 2/10، ومراسلة تلفزيون الميادين هناء محاميد التي اصيبت بقنبلة صوت في وجهها اطلقها عناصر شرطة الاحتلال نحوها مباشرة بينما كانت تغطي اقتحام قوات الاحتلال منزل عائلة الشهيد فادي علون في العيسوية بمدينة القدس يوم 4/10 والمصور في “بال ميديا” صلاح زياد واصيب بعيار ناري في البطن، وطالب الاعلام المتدرب في وكالة الانباء الاميركية علاء دراغمة الذي اصيب بعيار مطاطي في رأسه وذلك بينما كانا يغطيان تظاهرات وقعت عند مخيم قلنديا يوم 6/10، كما اعتدت قوات الاحتلال يوم 7/10 بالضرب على الصحفي رائد الشريف بعد ان احتجزته عدة ساعات برفقة زميله رائد الزغير كما اعتدى المستوطنون بالضرب على مصور بالميديا عامر عابدين يوم 8/10 وقاموا بإلقاء كاميرته على الارض وذلك يوم 8/10 بمدينة الخليل كما وطالت اعتداءات الجنود والمستوطنين في هذا اليوم كل من الصحفيين الذين تواجدوا في ذات المكان وهم: مأمون وزوز مصور وكالة الانباء الصينية، ناصر الشيوخي مصور ال AP، حازم بدر مصور وكالة الأنباء الفرنسية، مراد الجعبري، عامر الجعبري رئيس مجلس إدارة شركة ترانس ميديا، موسى القواسمي مصور رويترز.
وواصلت قوات الاحتلال تصعيد اعتداءاتها واستهدافها للصحافيين دون توقف حيث اصيب يوم امس الاول الجمعة (9/10) اربعة صحافيين برصاص الاحتلال وقنابل الصوت في قطاع غزة بينما كانوا يغطون مسيرات شعبية قرب حاجز “ناحل عوز” العسكري المقام شرق الشجاعية من بينهم المصور في وكالة الاناضول التركية متين يوسكال كايا الذي اصيب بعيار ناري في كفه وكذلك الصحافي في وكالة “قدس انترناشونال” فادي وحيد ثابت الذي اصيب بصورة مباشرة بقنبلة صوت في الفخذ ما تسبب له بفقدان القدرة على الرؤية والسمع نحو ساعة تلقى فيها اسعافات وعلاج.
ويوم امس السبت (10/10) توالى استهداف الصحافيين في الضفة والقدس حيث طالت اعتداءات الاحتلال مصورة جريدة “القدس” منى القواسمي التي اصيبت بعيار معدني في الكتف بينما كانت تغطي احداثا في مخيم شعفاط بمدينة القدس المحتلة بينما اصيب المصور في جريدة “الحياة الجديدة” عصام الريماوي بعيار مطاطي في قدمه اثناء تغطيته تظاهرات عند المدخل الشمالي لمدينة البيرة (قبالة مستوطنة بيت ايل)، فيما اصيب مهندس البث في فضائية “فلسطين اليوم” جودة ابو نجمة بعيار مطاطي اثناء تغطيته تظاهرات في بلدة يطا بمحافظة الخليل هذا فضلا عن اعتداء جنود الاحتلال امس على اربعة صحافيين ( مصور الوكالة الفرنسية موسى الشاعر، ومصور “القدس” دوت كوم عبد الرحمن يونس، ومصور وكالة الانباء الصينية شينخوا لؤي صبابا ومصور وكالة “وفا” أحمد مزهر مصور وكالة وفا) واطلاقهم قنابل الصوت نحوهم بينما كانوا يغطون احداثا عن مدخل بيت لحم.
وشملت اعتداءات الاحتلال التي كانت الاوسع يوم السبت 10/10 اربعة صحافيين من جنين ( المثنى سمير ديك المصور في قناة فلسطين اليوم، وزميله مراسل القناة مجاهد السعدي، والمصور الصحافي علي السمودي والمصور في بال ميديا احمد الكيلاني) بينما كانوا يغطون الاحداث عند حاجز الجلمة حيث اصيب المثنى الديك بعيار مطاطي في الرقبة بينما تم اطلاق الرصاص المطاطي نحو الاخرين كما واصابت رصاصة سيارة قناة “فلسطين اليوم” وحطمته.
ولم تقتصر الاعتداءات الاسرائيلية ضد الصحافيين على هذه الانواع من الاعتداءات بل امتدت بشكل خطير وغير مسبوق من عمليات الاستهداف حيث اقدم مستوطن اسرائيلي على نشر صورة المراسلة والمصورة في وكالة “فلسطين الان” و “مركز اعلام القدس” الصحافية المقدسية بيان راغب الجعبة على موقع “فيسبوك” مرفقا بتعليق يقول فيه بانها هي التي نفذت عملية طعن كانت وقعت في القدس، ما جعل الصحافية الجعبة هدفا لعملية تحريض مباشرة تهدد حياتها وسلامتها حيث افادت الجعبة مركز مدى “بعد عملية الطعن التي حدثت ظهر يوم أمس (7/10) في القدس خرجت للتصوير، وأثناء ذلك اعتدى علي احد عناصر القوات الخاصة بالضرب و قام بتمزيق جلبابي وقد انتشر مباشرة على مواقع التواصل الاجتماعي خبر الاعتداء علي. وصباح اليوم (8/10) فوجئت باحد أصدقائي يخبرني بان صورتي قد نشرت على مواقع عبرية وذيلت بانني أنا من نفذت عملية الطعن. وبعد بحث تبين لي ان مستوطنا هو من قام بعمل مجموعة تضم ما يقارب ٢٢ ألف متابع هدفها تحريضي وقام بنشر صورتي وكتب عليها /هذه المخربة التي طعنت اليهودي يوم أمس بالقدس القديمة/ وشاهدت على الصورة ما يقارب ١٠٠ تعليق تدعو للانتقام و٣٠٠ إعجاب”.
ان المركز الفلسطيني للتنمية والحريات الاعلامية “مدى” واذ يشيد باداء ومهنية جميع الزملاء الصحافيين والصحافيات في تغطيتهم الاحداث ويتمنى الشفاء العاجل لأولئك الذين اصيبوا وكانوا عرضة لاعتداءات الاحتلال الاسرائيلي ومستوطنيه فانه يجدد مطالبته المجتمع الدولي بضرورة العمل على محاكمة مرتكبي جميع هذه الجرائم والاعتداءات ويرى ان افلات مرتكبيها من العقاب هو الذي يشجع الاحتلال الاسرائيلي ومستوطنيه على مواصلة اعتداءاته ضد الحريات الاعلامية في فلسطين.
وبهذا الخصوص فاننا في مركز “مدى” نذكر بقرار مجلس الامن رقم 2222 الخاص بحماية الصحافيين الذي تم تبنيه من قبل كافة الاعضاء بتاريخ 27/5/2015 ونجدد الدعوة لتطبيق هذا القرار ومعاقبة الاحتلال الاسرائيلي الذي لم يتوقف عن تصعيد اعتداءاته ضد الصحافيين والحريات الاعلامية في فلسطين والتي كان اخرها هذه الموجة العنيفة المتواصلة من الاعتداءات ضد الصحافة والصحافيين.
photo: REUTERS/Ronen Zvulun