أدانت الشبكة لمعلومات حقوق الإنسان، اليوم، قيام قوات الجيش العراقي بإطلاق الرصاص الحي على مراسل قناة السومرية أثناء قيامه بتغطية مظاهرات الفلوجة التي انطلقت يوم الجمعة 25 يناير 2013 م.
قامت قوات الجيش العراقي بإطلاق النار على المصور ” عزيزغزال عباس” مراسل قناة السومرية الفضائية، الجمعة 25 يناير 2013 م، أثناء قيامه بتغطية الاحتجاجات الشعبية التي اندلعت في الفلوجة، وهوما أدى إلى إصابته إصابات بالغة في يده اليمنى، تطلبت جراحات صعبة، وذلك رغم ارتداءه زي العمل الصحفي وإبرازه لشارة القناة على ملابسه، وهو ما يعني تعمد استهدافه لأنه كان المصور الوحيد وسط المتظاهرين، حيث قامت عناصر من الجيش بمصادرة الكاميرا الخاصة به بعد إصابته.
جدير بالذكر، أنها ليست المرة الأولى التي يتعرض لها المراسل “عباس” للمضايقات من قبل قوات الجيش العراقي، فقد سبق وأن تم اعتقاله أكثر من مرة، كانت أخرها عند قيامه بتغطية أحداث انفجار وقع بالقرب من إحدى المصارف بالفلوجة نهاية عام 2012 م.
كانت مدينة الفلوجة قد شهدت موجة تظاهرات قامت خلالها قوات الجيش العراقي بانتهاج أساليب عنيفة ودموية لفضها كما استخدمت فيها قوات الأمن الرصاص الحي وقنابل الصوت والقنابل المسيلة للدموع، مما أدى إلى مقتل 7 متظاهرين، وإصابة أكثر من 70 جريح.
وقالت الشبكة العربية لمعلومات حقوق الإنسان: “إن استهداف المراسل “عباس” أثناء تأديته لواجبه المهني، يعد انتهاكا واضحا لحقوق الإنسان، وتعديا سافرا على الحق في الوصول للمعلومة ونشرها”.
وأضافت الشبكة العربية: “أنه يتوجب على السلطات العراقية إيقاف تلك التجاوزات التي تمارسها قوات الجيش، تجاه المراسلين بما فيها من منافاة للسياقات المهنية والالتزامات الأخلاقية التي يفترض أن يتم الالتزام بها في تعاملها معهم”.
وأوضحت الشبكة عدم قانونية مسلك قوات الجيش مع “عباس” وذلك وفقا لنصوص قانون حماية الصحفيين الذي أقره البرلمان العراقي في 9 أغسطس 2011، حيث نص القانون في مادته (3) على ضرورة التزام “دوائر الدولة والقطاع العام والجهات الأخرى التي يمارس الصحفي مهنته أمامها، تقديم التسهيلات التي تقتضيها واجباته بما يضمن كرامة العمل الصحفي”، وهو ما لم يتم الالتزام به، فبدلا من ذلك قامت قوات الجيش بإطلاق الرصاص على المراسل “عباس”، أيضًا نص القانون في مادته(4) على حق الصحفي في الحصول على المعلومات غير المحظورة من مصادرها المختلفة، ولا يعد تغطيه الاحتجاجات الشعبية في مدينة الفلوجة عملا محظورا يهدد أمن وسلامة الوطن، كي تواجه قوات الجيش من يقوم به بإطلاق النار عليه.
وطالبت الشبكة العربية لمعلومات حقوق الإنسان بتفعيل المادة (9) من قانون حماية الصحفيين والقاضية بإنزال العقاب على كل من يعتدي على صحفي أثناء تأدية مهنته أو بسبب تأديتها، بالعقوبة المقررة لمن يعتدي على موظف أثناء تأدية وظيفته أو بسببها، وهو ما حدث بالفعل مع المراسل “غزال عباس”، كما أكدت الشبكة مسئولية السلطات العراقية توفير العلاج المجاني له وتحمل تكاليف الجراحات المفترض إجرائها لاستخراج الرصاص من يده، وفق المادة (12) من القانون ذاته.
المصدر : الشبكة العربية لمعلومات حقوق الانسان