ستنعقد من 16 إلى 18 دجنبر 2016 بطنجة الدورة الرابعة للمنتدى الاجتماعي مغرب-مشرق. تأتي هذه الدورة ضمن الاستمرارية في التعاطي مع أولويات المنتدى الاجتماعي مغرب-مشرق. وقد تم اختيار موضوعتين مركزيتين لهذه الدورة لأنهما يوجدان أو سيوجدان في قلب التحديات بمنطقتنا على وجه الخصوص، وأيضا لأن كل المحيط المتوسطي يجب/سيجب عليه مواجهتهما ألا وهما:
- التغيرات البيئية والمناخية وآثارها على الهجرات وتنقل الأشخاص؛
- الوضعية الراهنة لللاجئين/ات.
الهجرة، والتنمية والأزمة المناخية
التحدي الأساسي لهذا القرن يرتبط بالقضايا البيئية والمناخية وعلاقتها الجدلية بالانعكاسات على الساكنة وتنقلهم الاضطراري و/أو التطوعي. المنظمة العالمية للهجرة اعتمادا على توقعات مجموعة خبراء المنظمة الدولية الحكومية حول التطورات المناخية(GIEC) تتوقع أن يصل عدد اللاجئين/ات بسبب التغيرات المناخية إلى حوالي 200 مليون شخص في حدود 2050. وستكون إفريقيا وأسيا من بين المناطق الأكثر تأثرا بالتغيرات المناخية. وستتضرر المنطقة المغاربية بشكل أكبر لأنها منطقة ل:
- الهجرة، وتنقل المهاجرين/ات
- أنها الأكثر تأثرا بالتغيرات المناخية والبيئية
- ضعف إمكاناتها من أجل التكيف
- هشاشة اقتصادها والتفاقم الكبير للفوارق الاجتماعية والمجالية بها
- أنها تعيش تحت التهديدات الإرهابية
- مهيأة لتفاقم النزعات العنصرية
- أنها على حدود أوروبا التي تتحول إلى معتقل حيث تطغى عليها المقاربة الأمنية
إن المنتدى بهذه الموضوعة، ينخرط ضمن استمرارية الأنشطة المنظمة حول هذه القضية من طرف ديناميات المنتدى الاجتماعي المغاربي: ورشة أثناء منتدى الأطراف المتوسطي، ندوات باريس، المائدة المستديرة أثناء اللقاء الإفريقي والدولي المنظم من طرف الائتلاف المغربي من أجل العدالة المناخية، جمع عام الحركات الاجتماعية الإفريقية أثناء الدورة 22 من مؤتمر الأطراف في الاتفاقية الإطارية للأمم المتحدة حول المناخ. علما أن الهجرة هي ظاهرة معقدة لا يمكن إرجاعها إلى عامل واحد وأنها في الأصل تعود إلى الفقر، والحروب، والقمع الذين يشكلون مصدرا للهجرات الطوعية أو الإجبارية. فالأزمة المناخية لا تعمل إلا على مفاقمة هذا الوضع.
الوضعية الحالية للاجئين/ات
التحدي الثاني مرتبط بوضعية اللاجئين/ات في الحوض المتوسطي. فالكل يتذكر صورة الطفل إيلان، ذي 3 سنوات والمتوفي على ضفة أحد شواطئ تركيا، وهي صورة تمثل رمزا لمعانات ومآسي آلاف الأشخاص المرغمون على مغادرة المنطقة أو يبحثون عن مكان يأملون أن يعيشوا/ن فيه بكرامة. لكن مقابل هذا الأمل يجدون أنفسهم أمام أسوار، وحدود تغلق أكثر فأكثر بإحكام أو في مخيمات احتجاز. هؤلاء الناس هم الضحايا الأوائل لحروب لا تنتهي بالعراق وسوريا، و شبح الحرب والوضعية الأمنية الكارثية بليبيا منذ سقوط النظام السابق، والدكتاتوريات والفقر المدقع بجزء من إفريقيا. حيال هذه الوضعية، في السنة الأخيرة أبانت العديد من البلدان الأوروبية والاتحاد الأوروبي نفسه عن وجه لا يشرفهم أبدا. فأمام هذه المآسي، كانت التحركات السياسية والسلطات الأوربية بكل بساطة مخزية. إذ عوض اقتراح ووضع حيز التنفيذ سياسات وحلول تتصدى للأسباب الحقيقية الكامنة وراء هذا النزوح الجماعي، واستقبال الأشخاص المتنقلين بكرامة، انغلقت أوروبا داخل سياسات أمنية ،ومذلة وإقصائية.
ومن جانب الدول المغاربية، فإن هذه الأخيرة بعيدة كل البعد عن تحمل مسؤولياتها اتجاه المآسي التي يعيشها المهاجرون /ات واللاجؤون/ات. فهمها الأساسي هو الجانب الأمني: فهم يعقدون اتفاقيات ثنائية مع الاتحاد الأوروبي من أجل تعزيز ترسانتهم العسكرية، ويقيمون الأسوار خصوصا بين المغرب والجزائر باسم مواجهة الإرهاب. هذه السياسة الأمنية تدير ظهرها للنموذج المغاربي المنشود والذي دعت إليه حركات التحرر المغاربية في«نداء طنجة» سنة 1958.
المنتدى الاجتماعي المغاربي وموضوعة الهجرة
فضاء المنتدى الاجتماعي المغاربي اهتم دائما وبشكل كبير بقضايا الهجرة. فالمنطقة المغاربية هي أصلا أرض للهجرة والتي تحولت في السنوات الأخيرة إلى منطقة للعبور والهجرة. وقضية الهجرة لم تعد ذات بعد واحد بل إنها متعددة الأبعاد.
خلال العديد من أنشطة المنتدى الاجتماعي المغاربي، كانت هذه الموضوعة حاضرة، كما هو الشأن بالنسبة للقاءات بوزنيقة في 2006 و2008 وكذا المنتدى الاجتماعي المغاربي الأول بالجديدة في يوليوز 2008. بجانب هذه الأنشطة إجمالا، نظم المنتدى الاجتماعي المغاربي عدة منتديات موضوعاتية حول قضايا حقوق الإنسان، القضايا النقابية، المساواة بين النساء والرجال وحقوق النساء وبطبيعة الحال حول قضية الهجرة وحقوق المهاجرين بالمنطقة.
بالنسبة لقضية الهجرة، فإن المنتدى الاجتماعي المغاربي عقد ثلاثة دورات للمنتدى الاجتماعي المغاربي للهجرة:
- منتدى بروكسيل المنعقد في 18 دجنبر 2010؛
- منتدى وجدة المنعقد أيام 4-5-6 أكتوبر 2012؛
- منتدى مناستير المنعقد أيام 17-18- 19 أبريل 2014.
اختيار عقد أول دورة ، في مدينة أوروبية جاء لتأكيد الامتداد الاجتماعي المغاربي بحكم أن ملايين المغاربيين يعيشون بأوروبا. وقد كان أيضا اختيارا لإلتقائية النضالات من أجل مواطنة هنا وهناك، والتقائية النضالات من أجل حرية التنقل، وضد العنصرية، وضد الخيارات الأمنية على حساب احترام كرامة وحقوق الأشخاص.
وتم تحديد 18 دجنبر 2010، تخليدا لليوم العالمي للإتفاقية الدولية حول حماية حقوق العمال المهاجرين وأفراد عائلاتهم. وفي هذه السنة فإن تاريخ تنظيم هذا المنتدى يصادف الذكرى العشرين لهذه الإتفاقية الموقعة من طرف الدول الأوروبية!
منتدى وجدة الممتد إلى وهران، كان قبل كل شيء لحظة قوية ومكانا للمهاجرين جنوب الصحراء الذين يعيشون بالمنطقة المغاربية وخصوصا بالمغرب، وكانوا لأول مرة عبر مشاركتهم الفعالة، الفاعلين الأساسيين بهذا الحدث. وفي هذا المنتدى شكل المهاجرون جنوب الصحراء أكثر من نصف عدد المشاركين/ات، وقدم بعضهم/هن شهادات عن الجحيم الذي عاشوه. هذه الشهادات كان لها صدى قويا جدا تجاوز فضاء المنتدى. كما كان منتدى وجدة أيضا لحظة قوية للمطالبة بفتح الحدود الجزائرية-المغربية ونظمت وقفة على الحدود حضرها المشاركون/ات.
لقد تحدثنا لزمن طويل باسم المهاجرين/ات، جاعلين منهم مجرد ملاحظين/مشاهدين/ وموضوعات. إلا أن الأمور تغيرت شيئا فشيئا مع بروز وتقوية منظمات المهاجرين.بالشمال بالنظر إلى أقدمية الهجرات هناك، ففرضت هذه الجمعيات نفسها ولعبت دورا مهما في الدفاع عن حقوق المهاجرين/ات. وفي إطار هذه الرؤية ينعقد المنتدى الاجتماعي المغاربي الذي يسعى دائما إلى العمل من أجل تقوية أواصر التضامن، والالتقائية ودعم نضالات المجموعات المناضلة من أجل حماية وتعزيز حقوق المهاجرين.
بالنسبة للمنتدى الاجتماعي مغرب-مشرق حول الهجرة بمناستير، انطلق بمسيرة بقيادة عائلات المفقودين.في أغلبيتهم شباب غادروا تونس مباشرة بعد الثورة والذين فقدوا في البحر. أغلب هؤلاء الآباء والآمهات، يطالبن بتسليط الضوء على ما حدث.
وقد انصبت أشغال المنتدى حول ملف المفقودين، وحول سياسات الهجرة الأوروبية ولدول جنوب المتوسط وانعكاساتها على المهاجرين/ات، وحول اتفاقيات التنقل وقبول تسلم المهاجرين/ات الذين يتم إرجاعهم والتي يحاول الاتحاد الأوروبي فرضها على المغرب وتونس، وحول حرية التنقل بالمنطقة المغاربية وحول مواجهة العنصرية وأشكال التمييز، مع تركيز كبير على العنصرية التي يتعرض لها المهاجرون جنوب الصحراء بالمنطقة المغاربية والوسائل التي يجب توفرها لمواجهة ذلك.
محاور المنتدى الاجتماعي المغاربي للهجرة بطنجة 2016
سيتمحور هذا المنتدى حول قضية«الهجرة والتغيرات المناخية والبيئية» وقضية المهاجرين. وهو استمرارية للمنتديات السابقة مع إدماج للقضايا الآنية الحارقة مثل قضية المهاجرين والطريقة المشينة لهذه القضية التي دبر بها جزء كبير من أوروبا( بما فيها هنغاريا، وبلغاريا، وبولونيا، وكرواتيا، وحتى فرنسا) وكيف تم انتهاك المبدأ المقدس لحرية التنقل داخل الاتحاد الأوروبي.
محاور الاشتغال الأساسية للمنتدى ستكون حول:
- الهجرة، اللاجؤون والتغيرات المناخية: الأسطورة أم الواقع؟ من هم مهاجروا البيئة أولائك الذين يلقبون غالبا ب«لاجئي المناخ»؟ من أين يأتون؟ أين يذهبون؟ ما هي وضعيتهم؟ هل لهم الحق في الحماية الدولية؟ ما هي الخلفيات السياسية والاقتصادية لهذه القضية؟ هل توجد وسائل وقائية للحد من تفاقم هذه الظاهرة؟
- التنمية والاستخراج المفرط للثروات الطبيعية، والتصحر والتغيرات المناخية بالمنطقة المغاربية: الانعكاسات على المهاجرين واللاجئين بالبلدان المغاربية والشرق أوسطية، فما بين 80 و100 مليون شخص يمكن أن يتضرروا من التصحر من الآن إلى 2050. من هنا إلى 2050 سيتناقص المخزون المائي المخصص لكل فرد إلى 50%. إضافة لهذه الانعكاسات الاقتصادية، فإن التغيرات المناخية يمكن أن تسهم في نزاعات محلية من أجل الولوج إلى الموارد الطبيعية المتناقصة.
- التنقل وتسوية الوضعية القانونية للمهاجرين/ات بالمنطقة المغاربية في ظل سياق يتسم بإغلاق الحدود، والهجوم النيوليبرالي والاحتباس السياسي.
- الهجرة، العنصرية والأمن في ظل الحرب الأهلية بليبيا، والإرهاب، والوضعية الاجتماعية المتفجرة في المنطقة المغاربية: أي تدبير للهجرة في إطار احترام الاتفاقيات الدولية وحقوق الإنسان.
- العدالة الاجتماعية والتحولات التي تعرفها المجموعات القادمة من المهاجرين/ات:
- تأنيت الهجرة: وضعية النساء المهاجرات
- الهجرة، الشباب والكفاءات
- الهجرة وتهريب البشر : تجارة مزدهرة
- اللاجؤون في المنطقة المغاربية: الوضعية الراهنة الإحصائية، الرهانات السياسية والمقاومات الاجتماعية
- السياسات الأوروبية:
○ اتفاقيات الشراكات والتنقل
○ المقاربة الأمنية، والإبعاد خارج الحدود والمفاوضات اللاشرعية
○ احتجاز المهاجرين/ات في الاتحاد الأوروبي:
- التحضير للمنتدى العالمي للهجرة والتنمية-GFMD- الذي سينعقد بالمغرب في 2018، تقديم هذا المنتدى
○ رهانات المنتدى العالمي للهجرة والتنمية
○ موقع المجتمع المدني في المنتدى العالمي للهجرة والتنمية
○ من أجل تأسيس تحالف مغاربي.
الأهداف:
العامة:
- بروز منطقة مغاربية ديمقراطية يعمها المساواة بين المواطنون والمهاجرون
الخاصة:
- الترافع من أجل سياسات جديدة للهجرة
- مواجهة العنصرية والتمييز ضد المهاجرين في الفضاء المتوسطي.
- فتح الحدود وحرية تنقل الأشخاص
- ضمان الحقوق الاقتصادية والاجتماعية والمواطنة للمهاجرين/ات المقيمين/ات بالمنطقة المغاربية.
النتائج المنتظرة: حملة من أجل:
- تغيير القوانين المؤطرة للهجرة بالمنطقة في مجال دخول البلدان، والإقامة المؤقتة والدائمة للمهاجرين/ات واللاجئين/ات.
- تبني قوانين ضد العنصرية
- فتح الحدود وحرية التنقل بالمنطقة المغاربية.