من دول عربية وإفريقية ومن العالم، التأم شباب ينتمون لجمعيات مدنية بين ظهراني مراكش، بالقرية الخضراء بمؤتمر كوب22، والأمل يحذوهم لنقل وجع الكوكب إلى العالم عبر الأثير.
فبطموح جامح وعزيمة لا تفتر، يواظب هؤلاء الشباب في إطار مبادرة “راديو المناخ”، على التحسيس بمخاطر التغيرات المناخية، وشحذ همم الهيئات المدنية وصناع القرار للتحرك في وقت يتردد فيه صدى الأوجاع والمشكلات البيئية.
ويقدم راديو المناخ، أول تجربة بث للإذاعات الجمعوية عبر الأثير بالمغرب، محتوى بعدة لغات (العربية والفرنسية والانجليزية والأمازيغية)، يضعها رهن إشارة وسائل الإعلام الجمعوية من شتى بلدان المنطقة المتوسطية والمغاربية والمشرقية، فحواه ربورتاجات وأخبار وبرامج مباشرة، وخدمات ومعلومات لوجستية وعملية للمستمعين.
بصوت يتقد عنفوانا وحماسة، يحكي محمد الطيب الشمانغي ناشط جمعوي ومدير إذاعة جمعوية بتونس، عن مشاركته في “راديو المناخ”، أو “صوت الكوكب” حسب وصفه، فتوعية المواطن حول المخاطر التي تحدق به، ودعوته للالتفاف حول آلاف المواضيع والحلول والبدائل والسياسات المطروحة، شكلت أبرز الدوافع.
الشمانغي أكد في حديثه لوكالة المغرب العربي للأنباء، أن التعريف بهذه القضايا والحلول المقترحة بشأنها، تقسامها، وتثمينها أمر مهم، مضيفا أنها فرصة أيضا لإبراز فكرة الإذاعات الجمعوية، والمساهمة في انتشارها.
وتابع أن “حاجتنا ملحة اليوم إلى تفكير شمولي، وعمل مشترك لتقاسم الحلول الماضية في الانتقال من بلد إلى آخر، والمتعين نشرها وتعزيز صيتها عبر العالم”.
أما عصام أخويا، الفاعل الجمعوي المغربي، فأبرز أن “راديو المناخ” تجربة جديدة للإذاعات الجمعوية، في تغطية تظاهرة عالمية من حجم قمة مراكش، بصيغة تشاركية ومن منظور جمعوري بحت.
واعتبر أخويا، في حديث مماثل أن “راديو المناخ” يعد أيضا منصة إعلامية للترافع وتقديم مقترحات المواطنين، وإيصال أفكارهم وإسماع صوتهم للعالم.
بدوره، قال كريم بوتاتة عن تجمع الشبيبة الجزائرية الناشطة في مجال حقوق الإنسان والتنمية الاجتماعية، إن التجربة تعتبر جسرا لإيصال وجع البيئة وإسماع أنينها للمسؤولين والحيلولة دون تعميق جراحها.
وأضاف بوتاتة “أننا نتواجد بمراكش لأجل البيئة والمناخ، ولحث المسؤولين على اتخاذ تدابير ملزمة وصارمة إزاء الدول المساهمة في انبعاثات الغازات الدفيئة، معتبرا أن قمة مراكش ستشكل مفترق طرق لا محالة في مسار التخفيف والحد من تداعيات التغير المناخي، خاصة بالنسبة لإفريقيا أكثر قارة تحمل عبء هذه الظاهرة.
إيمان بوجارة، نائبة رئيس تحرير “راديو المناخ”، قالت إن جوهر المبادرة يتمحور حول هدفين، أولهما خلق منصة عمل للإذاعات الجمعوية بكوب مراكش، وإبراز أنشطة المجتمع المدني ذات الصلة بالمناخ، وثانيهما تعزيز حضور “الصحفي المواطن” في صيرورة التعبئة والتوعية حيال مخاطر هذه الآفة، ومن ثم إشراكه في الجهود والسياسات الدولية في المجال.
إيمان أكدت في حديثها للوكالة، أن “راديو المناخ” هو بمثابة وكالة أنباء للإذاعات الجمعوية عبر العالم، أي قرابة 600 جمعية منضوية تحت لواء الجمعية الدولية للإذاعات الجمعوية، ومبادرة أيضا للترافع من أجل منح الصفة القانونية لهذا النوع من الإذاعات كسائر الإذاعات العمومية والخاصة.
وقد قام منتدى بدائل المغرب، حسب المتحدثة، بإعداد ترافع مدعوم من الاتحاد الأوروبي واليونسكو، لإبراز روح الإذاعات الجمعوية، وتكريس منطق إعلام القرب التشاركي، خاصة في ظل غياب تعبئة حقيقية.
ولراديو المناخ رسالة نبيلة بأهداف شتى، تضيف إيمان، تنبثق من محاولة إيجاد طرق بديلة لتناول المعلومة البيئية، والعمل على إيصالها للمواطن-الإنسان الذي يرزح تحت وطأة تداعيات لا يعي مصدرها ومخاطرها وكلفتها على حياته ومعيشه اليومي.
ويعد “راديو المناخ”، الذي انطلق بثه رسميا عبر الإف إم، أمس الخميس، بمنطقة مراكش أوكيمدن على الموجة 100.1، نتاج مبادرة من جمعية بدائل المغرب، بدعم من منظمة اليونسكو والجمعية الدولية للإذاعات الجمعوية وكذا الاتحاد الأوروبي.