شكرا معلمينا فلقد اعدتم لنا بعضا من الأمل
على مدار الايام الماضية اعاد معلمينا باضرابهم واحتجاجاتهم المطلبية الاعتبار للعمل النقابي في اطار الحقوق الاقتصادية والاجتماعية ومنها ما ينعكس على كافة مناحي الحياة، ولن يكن شعاركم الكرامة هو فقط للمعلم، بل هو لكرامة شعب، للطالب الفلسطيني وللاسرة الفلسطينية ولمستقبل شاب لفلسطين.
نحن الشباب الفلسطيني في المنتدى الاجتماعي الفلسطيني للشباب، كنا ننظر دائما للحراك الاجتماعي في المنطقة وفي العالم من منطلق تجارب نقابية ومطلبية جديدة، فرأينا تجارب في امريكا اللاتينية وآسيا، اطلعنا على نضالات المنطقة العربية من المغرب الى تونس وغيرها، إلا أننا لم نعشها في إطارها الحقيقي، سمعنا عنها وافتخرنا بماضيها الفلسطيني منذ الاضراب السياسي الأول للمعلمين عام 1968 حين حاول الإحتلال فرض رؤيته للتعليم في الضفة وغزة، وثاني اضراب للمعلمين عام 1980 وهو اضراب نقابي بحت استمر شهوراً لأجل تحسين ظروف حياة المعلمين ورواتبهم واستطاع الإضراب أن يحقق الكثير من الأهداف بفضل وحدة المعلمين وتوفر قيادة مخلصة لحركة الإضراب آنذاك، واليوم نعيش معكم تجربة ومرحلة جديدة وأنتم تضيئون طريق آخر لحياة كريمة، فلن نكف عن التعلم منكم وسيكون حراككم هذا هو بداية الأمل بحركة اجتماعية فلسطينية توحد شعبنا خلفها في الضفة وغزة، ولربما تمتد لباقي الاتحادات في اطار نفض الغبار عن منظومة العمل القديمة والتي يمكن أن تؤسس لفرض وقائع جديدة في كل المنظومة الفلسطينية.
شبابنا الفلسطيني طلابنا الأعزاء في الجامعات والمعاهد والمدارس،
اهلنا وشعبنا المعطاء
يخوض معلمونا الآن تجربة نضالية نقابية مميزة، جاءت شبه عفوية وتحت ضغط الفقر والتهميش وغلاء الأسعار والتمييز السلبي من الحكومة التي تسترشد بوصفات البنك الدولي لهم، ورغم غياب الاطار النقابي الرسمي.
لذلك فهي حركة قاعدية استطاعت أن تنظم صفوفها بسرعة وحددت مطالبها النقابية وخرجت للشارع في أكبر تظاهرة منذ اوسلو حيث شارك من بين 40 الف معلم حوالي 25 الف معلم في هذه التظاهرات التي أسقطت أول ما أسقطت الأمانة العامة لاتحاد المعلمين.
ما يدفعهم معلمينا لهذا الحراك المطلبي لتحسين سبل العيش الكريم، لضآلة ما يتقاضونه من رواتب، وصعوبة التدرج في السلم الوظيفي وإغلاق الوظائف الإدارية العليا في الجهاز التعليمي أمامهم. اما الامر الثاني فهو النضال من أجل اعتماد التعليم كعمل مهني كالمهندس والطبيب والمحامي وما يقتضي ذلك من توصيف وظيفي والمقابل المادي لذلك من ناحية نسبة علاوة المهنة.
لا يعقل ان نعلم شبابنا وأبناءنا الكرامة وكرامة من يعلمهم مسلوبة، لا يعقل ان نعلمهم الحريات وحرية من يعلمهم مسلوبة بالإعتقال وتكميم الافواه ونصب الحواجز لمنعهم من الوصول لاعتصامهم المركزيوالذين انجحوا باصرارهم امام مكاتب رئاسة الوزراء، ومحاولات تشويه الخطوات النضالية بايجاد مبررات منها تسيس الإضراب في محاولة لقمعه ورفع الغطاء عن دعمه جماهريا وشعبينا.
معلماتنا ومعلمينا الأماجد
ننحني أمام عطائكم ونضالاتكم وأنتم تسطرون ملحمة نضالية نقابية حقوقية اجتماعية جديدة، ستسطر بتاريخ شعبنا الفلسطيني مرحلة جديدة أنتم عمادها.
وعليه:
- إن النضال الأساسي ضد السياسات الحكومية ليس عبر المدخل المدني الليبرالي وإنما عبر الحقوق الاقتصادية والاجتماعية.
- تعليم وبناء الاجيال ليس بالتلقين والهراوة والحاجز بل بتعلم الحقوق بالممارسة ومن خلال تحقيق انجازات مادية وهنا أنتم ترسموا نموذجا جديدا للأجيال القادمة.
- وهنا لا يمكن إلا من ربط النضال النقابي المطلبي بالوطني التحرري، وبكل الإتفاقات والإلتزامات الموقعة في ظل ضغوطات اجتماعية واقتصادية كبيرة، وبطش وتنكيل وقتل واعتقال يومي من احتلال مجرم.
- مطلوب اسناد أكبر ودعم لهذا الحراك الاجتماعي النقابي المطلبي بإمتياز ويجب أن تكون المواقف الداعمة التي صدرت عن العديد من قطاعات شعبنا ومنهم مؤسسات المجتمع المدني ونقابات الجامعات والحركات الطلابية وطلبة المدارس حاضنة للمعلمين وبداية الإسناد الحقيقي لهم في كافة تحركاتهم.
- نطالب من الرئاسة والحكومة بكافة مكوناتها، كف يدها عن المعلمين والبدء بحوار جاد معهم من منطلق الشراكة الحقيقية في الوطن، ومن منطلق الكرامة والحقوق والمساواة للإرتقاء بمستوى حياتهم الاقتصادية والاجتماعية الكريمة لاستكمال مهمتهم التربوية في بناء وتاهيل الاجيال القادمة.
كل التحية والدعم لنضالات معلمينا صانعي المستقبل
ولنتوحد معا في وجه كافة اشكال الاضطهاد والاستغلال من اجر الحرية والكرامة
المنتدى الاجتماعي الفلسطيني للشباب
القدس
26.02.2016