نداء أوسلو
نحن ناشطات ونشطاء المجتمع المدني في الهجرة (فرنسا، بلجيكا وسويسرا) كنّا تمسكنا بحضور حفل تسليم جائزة نوبل للرباعي الراعي للحوار لدوره الحاسم في إنجاح مسار الانتقال الديمقراطي في تونس.
أردنا أن نؤكد من خلال حضورنا لأسلو التزامنا الثابت والمتواصل، قبل وبعد 14 جانفي 2011، بالوقوف إلى جانب مواطنينا من اجل السلم والحرية والتقدم والديمقراطية.
ونريد أن نؤكد، بصفتنا جزء لا يتجزأ من النضال الذي يخوضه التونسيون والتونسيات من أجل بناء ديمقراطية سياسية واجتماعية فعلية، على تمسكنا بالحوار والنقاش الديمقراطي أسلوبا لمجابهة كل التحديات التي تواجه بلادنا، تونس.
وفي هذا الصدد، نعتبر أن المعركة ضد الإرهاب وكل أشكال التعصب في تونس وفي كل بقاع العالم يجب أن تحشد كل الطاقات والقوى الفاعلة.
اليوم، تعيش بلادنا تهديدات متواصلة: عمليات إرهابية، وضع أمني هش على الحدود، عودة الجهاديين التونسيين من سوريا وإصرار متواصل من قبل بعض المجموعات المتطرفة على بث خطب الكراهية والتعصب القاتل.
ولأن الإرهاب الأعمى يضرب بشكل عشوائي في بلدان أخرى أيضا، فان مواجهته تتطلب حشد كل القوى الحيّة في العالم (سلطات عمومية ومجتمع مدني)، على أن يتم ذلك في إطار دولة القانون.
إن المعركة ضد هذا الخطر الداهم لا يمكن أن تنجح إلا بالالتزام الكامل بحقوق الإنسان في صيغتها الكونية، وان نرفض بشدة كل محاولات التحديد من الحريات الأساسية، فإننا نعبر عن رفضنا كذلك لكل خطابات المتكررة في بعض وسائل الإعلام والتي تشكك في نشطاء حقوق الإنسان.
في تقديرنا، يجب على المسار الانتقالي الذي انتهجه التونسيون والتونسيات أن ينجح وأن يتقدم في اتجاه تحقيق الانتظارات المشروعة في الحرية والكرامة والعدالة الاجتماعية.
إلى ذلك، نتفهم الاستياء الذي عبّرت عنه شرائح عديدة من مواطنينا الذين لم يجدوا صدى لمشاغلهم في السياسات المتبعة منذ الثورة إلى حد الآن حيث لم تعكس مطامح شبابنا وعموم شعبنا التي عبر عنها خلال ثورة 17 ديسمبر 2010- 14 جانفي 2011، وهي المطالب المشروعة في عدالة اجتماعية وتنمية جهوية متوازنة وحوكمة رشيدة،
وبما أن بلادنا توجد اليوم في مفترق طرق، فإننا ندعو إلى أكبر قدر من اليقظة والحيطة، حتى نتفادى الانحرافات وإمكانيات العودة إلى الوراء.
ونحن بدورنا، نعبر عن التزامنا الكامل بمواصلة جهودنا وتكثيفها من اجل ترسيخ وتعزيز الروح العالية التي سادت خلال تسلم المجتمع المدني التونسي لجائزة نوبل للسلام.